تحت رعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور/ سلطان بن محمد القاسمي - عضو المجلس الأعلى للاتحاد - حاكم الشارقة خطت إمارة الشارقة الفتية، ثالث أكبر إمارة من حيث المساحة، خطوات واسعة وثابتة نحو إنشاء بنية تحتية ذات أبعاد ورؤى مستقبلية متطورة أولوياتها الاهتمام ببناء الإنسان.
وكان للتطور الكبير الذي طرأ على مختلف مجالات التجارة والتعليم والأنشطة الثقافية الأثر الإيجابي في جعل الشارقة مركزاً تجارياً هاماً فى المنطقة يضم العديد من الأنشطة المتنوعة
وتأتّى طرح هذه الخطى وثُمنّت الجهود الحثيثة بتتويج الشارقة عاصمة الثقافة للعالم العربي للعام 1998 من قبل منظمة اليونسكو، حيث أضفى التمازج الثقافي التقني بين قيم وأصالة الماضي ومميزات الحاضر وتقنيته الحديثة المتطورة طابعاً خاصاً وروحاً متميزة تفرّدت بها إمارة الشارقة
وبحلول الألفية الثالثة تسعى إمارة الشارقة لتحقيق أسمى الأهداف الرائدة المستقاة من التوجيهات الرشيدة والرؤى الحكيمة السديدة لصاحب السمو حاكم الشارقة وراعي مسيرتها الحديثة، الذي تبنى في سياساته نشر الوعي الثقافي وتطبيق المذهب العملي الحديث لينهل منه كل مستزيد وطالب علم
بدأت إمارة الشارقة مسيرة العمل التجاري بتأني مدروس ، حيث وُضعت الخطط بعناية ودقة انسجمت فيها التجارة والثقافة في تناغم وتمازج منقطع النظير
وفي السنوات الأربعة الأخيرة أتت الخطط المدروسة الموضوعية أُكلُها وأثبتت نجاحاً ملموساً ، حيث كان الارتفاع الملحوظ في معدل النمو في القطاع الصناعي والذي بلغت نسبته السنوية 12% خير شاهد لهذا التطور
وتأتّت خطة التنسيق العام التي اتبعتها دوائر حكومة الشارقة المحلية المختلفة ورصيفاتها من القطاع الخاص نتاجها المثمر من خلال توحيد الجهود وتضافر الهمم للارتقاء بمستوى الأداء والإنتاج ، وأضحى التعاون والتميّز سمة إمارة الشارقة الحديثة ذات الهدف الموحد
وقد أثبتت دوائر الشارقة المحلية المختلفة الأنشطة ومؤسسات القطاع الخاص ذات الصلة جدارة فائقة أدت الى النقلة الحضارية التى تعيشها إمارة الشارقة ووضعتها فى المصاف العالمي كمركز صناعي رائد في المنطقة
وخلال وقت وجيز، نمت إمارة الشارقة وواصلت مسيرة التطور والنجاح مما ميزها وصارت عالماً خاصاً امتزجت فيه التجارة مع التراث، إذ لم يؤثر الانفتاح التجاري والاقتصادي في المحافظة على تراث الشارقة وقيمّها وتقاليدها . والقليل من المدن في العالم استطاعت مزج الثقافة والتقاليد والتجارة والجمع بينهما بصورة مُرضية ، وأثمر هذا التعانق الفريد الرائع عن نيل الشارقة جائزة منظمة اليونسكو كعاصمة الثقافة للعالم العربي للعام 1998
وقد وجدت الجهود التي بُذلت للمحافظة على إعادة بناء وتجديد المباني التاريخية القديمة كل تقدير وإشادة من المنظمات العالمية مثل منظمة اليونسكو. وهذا التقدير في حد ذاته يُعد مكسباً للقيّم الإنسانية ومبعثاً للروح الوطنية وإنجازاً عظيماً تفخر به الشارقة وأبنائها على مر العصور والأجيال
وفي ظل النمو التجاري فإن المحافظة على الماضي وحماية آثاره جعل هناك نوعاً من التوازن ، ففن العمارة في المباني الحديثة ينسجم مع ثقافة الماضي والقيّم والفنون الإسلامية ... فقد احتفظت الأسواق بصورتها التاريخية الإسلامية وعكست ما كان في الماضي في أفضل وأروع صورة
وللمتاحف التراثية والإسلامية والعلمية ومراكز الثقافة المختلفة والمجالس التقليدية القديمة عبق عريق ينّم عن روح الشارقة مدينة الثقافة والتراث والفنون
وقد حُظيت الفنون بضروبها المتنوعة باهتمام وتشجيع صاحب السمو حاكم الشارقة ، إذ كان لرعاية سموه الكريمة لفنون المسرح والموسيقى والرسم والنحت وخلافها الأثر العميق فى إثراء ساحة الشارقة الفنية بهذا الزخم البديع ، وأكدت سياسة سموه الحكيمة وتبنيه للمذهب العملي الثقافي أن العمل التجاري يمكن أن يكون ناجحاً دون أن يؤثر في ثروة الماضي
وكان لنظام التعليم المتعدد الأبعاد والمدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة دوراً حيوياً في تطور إمارة الشارقة وثرائها الثقافي. وقد التزم صاحب السمو حاكم الإمارة بتوفير فرص تعليم متساوية للجميع. وحاليا يوجد عدد من الجامعات الكبرى في إمارة الشارقة تستثمر في أجيال المستقبل حيث يتم التركيز على توفير احتياجات الدولة من الموارد البشرية للأعوام القادمة
ويشدد صاحب السمو حاكم الشارقة على أهمية التعليم وضرورة وضع الأسس العلمية السليمة لتشكيل الجيل القادم ووضعه في المسار الصحيح
وتُعد إنجازات إمارة الشارقة التجارية والثقافية العديدة ذات جذور عميقة وقوية ، وهذا الأسلوب في المحافظة على التراث ومسايرة روح العصر والتطور التكنولوجي جعل الحياة في الشارقة مميزة وفريدة.
|